بعد فترة انتظار طويلة وترقب شديد، كُشف النقاب أخيراً عن تفاصيل لعبة Ghost of Yotei المنتظرة، المقرر إطلاقها في الثاني من أكتوبر على جهاز PS5. تدور أحداث اللعبة في "إيزو" بعد مرور أكثر من ثلاثة قرون، حيث تروي قصة "أتسو"، وهو مرتزق يجوب الأرض ويسعى لتحقيق انتقامه المنشود.

بالإضافة إلى القتال الحماسي الذي يحاكي الواقع، والعالم المفتوح الشاسع الذي يدعو إلى المغامرة والاستكشاف، ما الذي يميز Ghost of Yōtei عن Tsushima؟ إليكم معلومات جديدة اكتشفناها، والتي قد تحدث تغييرات جذرية بالنسبة لمحبي هذه السلسلة.

ias
  • يمكنكم استعراض الجزء الأول من المقال هنا.
  • يمكنكم استكشاف الجزء الثاني من المقال هنا.

التخييم

Ghost Of Yotei

عندما أعلنت شركة Sucker Punch أن شخصية "أتسو" ستتمكن من نصب خيمة في أي مكان داخل العالم المفتوح الرحب، تساءل اللاعبون عن المغزى الحقيقي من ذلك: ما الفائدة من هذه الخاصية إذا لم تكن هناك أنشطة جوهرية تشجع على استخدامها؟ لكن اتضح لاحقًا أن هناك دوافع مقنعة وكثيرة تجعل التخييم جزءًا أصيلًا من تجربة اللعبة الممتعة.

من خلال التخييم، تستطيع "أتسو" تحضير أشهى الوجبات، مما يساعدها في الاستعداد لخوض المعارك الضارية القادمة عن طريق تعزيز إمكاناتها أو استعادة كامل طاقتها. كما يمكنها عزف ألحان عذبة على آلة الشاميسن اليابانية التقليدية، وكل نغمة تعزفها قد تمنحها مزايا فريدة. على سبيل المثال، قد يرشدك لحن يسمى "أغنية الروح" إلى مواقع تدريب قصب الخيزران، مما يزيد من مخزون طاقة الروح لديها. بينما قد يساعدك لحن آخر، يعرف باسم "أغنية الغرور"، في العثور على التجار الذين يبيعون دروعًا فريدة وأنواع مختلفة من الأصباغ لتخصيص مظهر الشخصية بلمسة جمالية.

ليست تجربة التخييم مقتصرة على هذه الفعاليات فحسب، بل يمكن أن تتحول إلى مكان للقاءات مفاجئة مع شخصيات متنوعة من أنحاء العالم. فقد يزورك أفراد عابرون، مثل الباعة المتجولين الذين يحملون بضائع نادرة أو أدوات قيّمة لا تجدها في المتاجر التقليدية.

إذًا، التخييم ليس مجرد فترة راحة عابرة، بل هو أسلوب استراتيجي يمكّنك من الاستعداد، والتخصيص، والتفاعل مع العالم المحيط، وربما حتى اكتشاف كنوز خفية تغير مسار مغامرتك. هذا النظام يعزز الشعور بالانغماس في عالم اللعبة الغني بالتفاصيل، ويمنح اللاعب حرية التخطيط والتوقف أينما ووقتما يشاء، مما يضفي بُعدًا جديدًا من العمق والتنوع على طريقة اللعب.

فرقة الذئاب

Ghost of Yōtei

كل ما ذكرناه ما هو إلا قمة جبل الجليد. فمع تقدم "أتسو" في رحلتها الملحمية وجذبها للمزيد من الرفاق، تتشكل تشكيلة قوية تُعرف باسم "فرقة الذئاب". هؤلاء الحلفاء لا يقتصر دورهم على المعارك الطاحنة فحسب، بل يصبحون عنصرًا فعالًا في نظام التخييم والتطور الشخصي. فبعضهم سيزور مخيم "أتسو" بين الحين والآخر عندما يكون لديهم شيء جديد ليطلعوها عليه.

على سبيل المثال، قد تحضر "يومي" صانعة الأقواس الماهرة إلى المخيم لعرض معدات جديدة، ولكنها بالتأكيد لن تكون مجانية، بل ستحتاج إلى موارد ثمينة أو مبلغ مالي داخل اللعبة. من ناحية أخرى، هناك "المعلم إنوموتو"، الذي يمكنه تعليم "أتسو" أساليب متقدمة في استخدام سلاح الكوساريغاما الخطير، ولكن بشرط أن تنجز له بعض المهمات الخاصة. التدريب الحقيقي معه لن يجري في المخيم، بل يجب عليك الذهاب إلى معبد خاص به لاستكمال رحلة التدريب، مما يزيد من الإحساس بالواقعية والترابط الوثيق بالشخصيات.

الجدير بالذكر أن قائمة الحلفاء هذه طويلة ومتنوعة، وتشمل حتى الذئب الغامض الذي يرافق "أتسو" أحيانًا في مغامراتها الشيقة، بل ويشاركها في مواجهات التحدي الثنائي، مما يعزز الشعور بالتعاطف والعلاقة الحميمة بين الشخصية والبيئة المحيطة.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم هذا النظام منظورًا متجددًا وأكثر تفاعلية لتنظيم المهام والمحتوى القصصي. فبدلاً من نظام اليوميات التقليدي المستخدم في الإصدار السابق، بات بإمكانك تتبع كل شخصية وكل خطوة يتم إحرازها معها من خلال التفاعلات المباشرة داخل المخيم. هذا لا يجعل التجربة أكثر سلاسة ومتعة فحسب، بل يرسخ الشعور بأن "أتسو" ليست وحيدة في مسيرتها، بل محاطة بدائرة من الحلفاء الذين يدعمونها وينمون معها جنبًا إلى جنب مع مرور الوقت.

أنماط كوروساوا، ومييكه، وواتانابي

يعود نمط التصوير بقوة في Ghost of Yōtei، ليمنح اللاعبين أدوات متطورة لالتقاط صور سينمائية تخطف الأنفاس من داخل اللعبة. يمكن تعديل العديد من الإعدادات، مثل تدرج الألوان، وعمق المجال، والجزيئات، وتوقيت المشهد، وغيرها، مما يسمح للاعبين بإضفاء طابعهم الفني الخاص على اللقطات. علاوة على ذلك، يمكن للاعبين الاختيار بين الأداء الصوتي الإنجليزي أو الياباني مع الترجمة الدقيقة، مع مزامنة كاملة لحركة الشفاه مع كلا الخيارين، وهي ميزة تعكس اهتمامًا بالغًا بالتفاصيل الدقيقة في السرد القصصي.

لكن ما يمنح هذا الإصدار نكهة خاصة هو عودة نمط "كوروساوا" الذي يحول عالم اللعبة بأكمله إلى مشاهد بالأبيض والأسود مع إضافة تأثير حبيبات الفيلم الكلاسيكي، وزيادة سرعة الرياح، وفلتر صوتي مميز، وذلك في محاولة لتمثيل الأجواء المميزة لأفلام المخرج الأسطوري أكيرا كوروساوا، والتي ارتبطت لسنوات بجمالية محاربي الساموراي التقليديين. هذا النمط لا يضفي مجرد لمسة بصرية فريدة، بل يمنح التجربة إحساسًا عتيقًا يعبق بالأصالة.

كما تقدم اللعبة أطوارًا جديدة ومثيرة للاهتمام. فعشاق الأسلوب الدموي والعنيف للمخرج "تاكاشي مييكه" يمكنهم اختبار "نمط مييكه"، والذي يقرب زاوية الكاميرا من الشخصية، ويضيف المزيد من الدماء والوحل، مما يمنح المعارك طابعًا أكثر شراسة ووحشية.

أما الإضافة الأكثر غرابة وإبداعًا فهي "نمط واتانابي"، الذي يدمج موسيقى Lo-fi الهادئة أثناء الاستكشاف وحتى أثناء القتال، وذلك في محاولة لتقليد أجواء سلسلة الأنمي الشهيرة Samurai Champloo للمخرج شينيتشيرو واتانابي. هذه الأنماط لا توفر فقط تنوعًا بصريًا وسمعيًا، بل تتيح لكل لاعب فرصة عيش التجربة بروح فنية مختلفة تتناسب مع ذوقه وثقافته، مما يحول Ghost of Yōtei إلى تحفة فنية متعددة الأوجه قابلة للتخصيص والاستمتاع بها مرارًا وتكرارًا.